الحبة السوداء أو حبة البركة :
الحبة السوداء هي بذور نبتة عشبية سنوية و يوجد منها أكثر من عشرين صنفا.
التركيب الكيميائي :
تحتوي الحبة السوداء المزروعة على 1.4% من وزنها الجاف على مادة الملانتين Meantin وهي غليكوزيد سام , وعلى 0.5-1.5 % من مادة النيغلين Nigellin وهو غليكوزيد مر , وعلى 1.4% زيت ايتري عطري يحتوي على التربين , وعلى 30-44% زيوت دسمة .
أما بذور الحبة الدمشقية فتحتوي على الميلانتين وعلى شبه قلوي أخر هو الدمشقين Damasin وعلى زيت دسم غني بالفيتامين E .
أما الحبة السوداء الحقلية فهي قريبة في تركيبها من الحبة المزروعة .
الفوائد الطبية :
تعتبر الحبة السوداء من أقدم النباتات الطبية استعمالا في طبنا العربي فمنذ أن دعا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلى التداوي بها بقوله فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي (ص) : ما من داء إلا وفي الحبة السوداء منه شفاء إلا السأم ( والسأم يعني الموت ) .
فقد ركز أطباؤنا اهتمامهم بها وجربوها وعرفوا الكثير عن فوائدها .
فقد وصفها ابن سينا لمعالجة ألام الرأس الصداع والشقيقة وفي شلل العصب الوجهي ومن أجل معالجة الساد cataract. وله وصفة يمزج فيها مسحوق الحبة السوداء مع العسل وتشرب بالماء الساخن لمداواة حصى الكلية والمثانة وإدرار البول . ويصف مسحوقها مع العسل والخل ضمادا لمعالجة الثأليل , كما يعتبرها مقشعة ومضادة للسعال .
وعالج بها الأنطاكي الاستسقاء واليرقان , ويضعها ابن الجوزية كمادة مدرة للحليب ومنشطة للجنس ومطمثة .
و تذكر ابحاث خالماتوف . صحابيدينوف . و أوغومفيتش أن الصبغة المستخلصة من بذورها لها خواص مسكنة توصف غرغرة لتسكين آلام الأسنان , وكمضادة للمغص المعدي المعوي , ولها خواص ملينة وطاردة للغازات , ولها خاصة منومة لطيفة كما تؤكد هذه الأبحاث فائدة الصبغة كدواء طارد للديدان وخاصة الشريطية منها بعد مزجها بالخل
أما الباحث الألماني أوتو غيسنر فيؤكد فائدة البذرة لإدرار البول والصفراء والحليب وكمادة مطمثة .
تمتاز الحبة السوداء الدمشقية برجحان خواصها المنومة لفعلها المخدر المركزي . كما أن مادة الدمشقين تعتبر مادة كولينرجية تشبه بذلك البلوكاربين , فهي تدر اللعاب وتنبه نهاية الأعصاب .
الحبة السوداء وأمراض الحساسية :
هناك وصفة قديمة في طبنا الشعبي تعالج الربو بزيت الحبة السوداء حيث يعطى 5-15 نقطة من الزيت مع كأس من مغلي الزهورات ثلاث مرات في اليوم . وإن النتائج المشجعة لهذه الوصفة دفعت الباحثين المصريين دخاخني ومحفوظ إلى دراسة هذه النبتة والبحث عما يحتويه زيتها من مادة مؤثرة وتمكنا بعد جهود مضنية إلى فصل المادة المؤثرة على شكل بللورات استخلصت من الزيت سموها بالنيجللون Nigellon
حقنت حيوانات التجربة بهذه المادة ثم عرضت لرزاز الهستامين ( المولد للحساسية ثم التشنج عند المصابين بالربو ) فلم يظهر على تلك الحيوانات أي أعراض تشنجية , بينما تعرضت الحيوانات غير المحقونة بالنيجللون إلى التشنج منذ الدقائق الأولى , كما تبين أن النيجللون يوسع الأوعية الدموية اذا كانت منقبضة بحالة طفيفة , ويساعد على ازالة التشنجات المعدية وله فعل باسط على العضلات الرحمية , بل ويزيل انقباض الرحم , كما لم يظهر له أي أثر سمي أو مهيج وخاصة على القلب .
واعتمادا على نجاح معالجة المصابين بالربو بالنيجللون المستخرج من زيت حبة البركة فقد رأينا امكانية التجربة بالحبة السوداء لمعالجة بعض الأمراض الجلدية ذات المنشأ التحسسي حيث عالجنا حالات من الكزيمة النازة بذر مسحوق الحبة على الآفة . وتطبيق زيتها دهنا في عدد من حالات الأكزيمة الجافة . وفي الحقيقة فإن النتائج الأولية كانت ممتازة و إذا كنا لا نستطيع الحكم على نتائجها البعيد لعدم تمكننا من متابعة المرضى المعالجين إلا أن مشاهداتنا يمكن أن تكون مفتاحا لإجراء دراسة ميدانية أوسع يمكن بها أيضا اشراك المعالجة الموضعية مع تناول مقادير منها داخلا , وتحديد مجال استطباباتها في جميع الأشكال السريرية والتنازرات الجلدية التحسسية .